يوما بعد يوم ينجلي الغبار السياسي وتتضح الرؤية الواقعية وتعرف الأحجام. لقد ألف الوزير الأول منذ فترة ليست ببعيدة التحرك داخل البلاد؛ كلما اقتضت الحاجة ولزم التواصل، اتصالا واطلاعا أو تدشينا وتفقدا أو تحسيسا ومشاورة.
تصر القيادة القطرية على تصدير مواقف كاذبة وخادعة لشعبها والعالم حول أثر المقاطعة على الاقتصاد القطري، وتزعم انتفاء أي أثر للإجراءات التي اتخذت بحق قطر من أجل وقف علاقتها بتنظيمات الارهاب وقادته! ورغم هذا النفي المتكرر للآثار الواضحة على الاقتصاد القطري، فإن مسؤولي قطر لا يملون من الشكوى لكل قادة ومسؤولي الدول الكبرى التي يلتقونهم!!
يتم خلال مجلس الوزراء ـ منذ ما بعد تأسيس الدولة من طرف المستعمر الفرنسي و إعلان استقلالها جمهورية عام 1960 ـ تعيين الموظفين من متوسطي و سامي الأطر و كبار المسؤولين في الدوائر الحكومية على أسس "محاصصية" استرضائية مكافآتية، قبلية/عشائرية/ إثنية / شرائحية بعقلية سقيمة من زمن ولى، و تحالفات سياسوية مريبة بمنطق المافيوزية على خلفية الفساد و سوء التسيير و الدهس على أفئدة أغلب المواطنين المثخني الأجسام بجراح الغبن و الظلم و الإقصاء و لا ديكَ صارخُ؛ محاصصة
لإن كانت الحقيقة هي الصدق في تعارضه مع الكذب وهي الواقع في تعارضه مع الوهم، ولإن كان الإنصاف هو الموضوعية التي تقتضي من الإنسان إنصاف الإنسان؛ بل وحتى إنصاف نفسه من نفسه؛ فلا يضعها فوق ماتستحق ولا يذلها فيجعلها دون ما تستحق، ولا يلصقها بما هي منه براء والحال هذه مع غيره، ومن أنصف نفسه أنصف الآخر وكان موضوعيا؛ ثم إن الإنصاف توأم العدل-كما يقال- والإنصاف من شيم الأشراف.
إثر نجاح لائحة “الإصلاح” في مباريات النقابة، انطلق قطار الحديث على الأقل عن تنقية الحقل الصحفي، على يد المكتب التنفيذي الذي ظهر دون الرجوع للمجلس النقابي، النافذون فيه بعض أعضاء المكتب التنفيذي القديم، وبدأ الخوض في موضوع حساس، وتوج هذا التحرك بفصل أحد أعضاء النقابة، التي ظلت هادئة متماسكة إلى وقت قريب.
عندما تُفرَّغ الأعمال من روحها، فإنها تصبح غايات دنيوية لا أهدافا للوصول إلى الغايات المرجوة من الإنسان، وتصبح الوسائل غايات وأهدافا.. وتتفشى المفاهيم الخاطئة مثل: أن تبرر الغاية الوسيلة
المشكلة الكبرى في كتابة الشهادات أو في كتابة المذكرات الشخصية هو تفرغها للأحداث والتفاصيل والمعاينات، وعدم القدرة على تمكنها من أدب ولغة فخمة يستحقها الذين نكتب عنهم علينا وعلى الوطن، وهذه مشكلة حقيقية أواجهها في محاولتي للكتابة أو الحديث عن الراحل الشهيد اسويدات ولد وداد رحمه الله، ومن البداية ليعذرنا الشهيد إن لم نقدر أن نوفيه من الكلام حقه.
إذا كان الإعلام يعاني من الميوعة الشديدة في ظل غياب آلية التنقية و التقنين ـ حتى بات يُنعت بمهنة "من لا مهنة له" ـ فإن ميدان السياسية لا يقل عنه ميوعة بما يعاني هو الآخر من الامتهان و شدة الاستسهال إلى أن أصبح كل من تسول له نفُسه خوضَ غماره، إلى مزاياها المادية السهلة، قادرا في لمح البصر على الحصول على الترخيص الحزبي دون عناء أو خضوع لأبسط الشروط حتى ناهز المائة عدد الأحزاب لتنتشر كالوباء في الجسم السياسي العفن و الهزيل لتميعه أكثر و تقوض بتناقضاته
يعرف الشعب المغربي منذ القدم بالشعب المحب للسلم والمحافظة على أصوله وثقافته وتوابثه المجتمعية، كما أنه عُرف بعدم التبعية للغير ضد مصلحة الوطن، وقد استثني المغرب من حراك الربيع العربي من أجل إعطاء فرصة للمسؤولين ليعبروا عن فطنتهم السياسية والدبلوماسية وعن وطنيتهم ويتفاعلون مع تطلعات مختلف الطبقات الاجتماعية، غير أن الظن الشعبي خاب، فتحولت الانتظارات إلى كوابيس ينتحر بها عشرات المغاربة بطرق مختلفة ومن مواقع متغايرة.