هل كافأ ولد عبد العزيز الرجل الذي أوصله للسلطة؟

السادس والعشرين فبراير من العام 2006 كانت الساحة السياسية الموريتانية على موعد مع بزوغ مولود سياسي جديد قادم من رحم الصمود والنضال إنه حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني (حاتم).

 

شكل تأسيس حزب حاتم بقيادة الرئيس صالح ولد حننا بادرة أمل لدى الكثير من الموريتانيين الطامحيين إلى التغيير وإلى إخراج موريتانيا من عنق الزجاجة، هنا التفت الجماهير حول الحزب تتعاقب عليه في شكل انضمامات جماعية وفردية ولسان حالها يردد قول الشاعر :

 

جئت يا صالح النوايا تنادي # أيها الليل فجرنا في اقتراب

 

أيها الغاصبون أرضي وشعبي# قد كفاكم يا زمرة الاغراب

 

إن الحديث عن حزب حاتم يدفعنا دون شك الى ان نعرج قليلا على شخص الرئيس صالح ولد حننا الذي كان القدر يخبئه داخل المؤسسة العسكرية ليكون وجوده هناك بداية خلاص ونجدة لهذا الوطن الضائع في غياهب الفساد والإستبداد ، فالرجل يحظى بشخصية وطنية تحمل كاريزما الزعيم القومي والثوري جمال عبد الناصر الممزوجة بالطابع الإسلامي للحسن البنا، وهي صفة فريدة في عالمنا العربي اليوم المتناحر وسط تياراته المختلفة سياسيا وايديولوجيا.

 

لم تكن إنتخابات 2006 البلدية والنيابية أول تحدي للحزب الوليد الذي لم يتجاوز عمره انذاك السنة بعد بقدر ماهي تعريف ناصع بأهمية حاتم وأثر مشروعه القوي في نفوس المواطنين ، فقد حصل الحزب من حصاد تلك الإنتخابات على 101 مستشار بلدي مكنته من تسيير 5 بلديات هي:

 

- بلدية لعيون بولاية الحوض الغربي

 

- بلدية مكطع لحجار بولاية لبراكنة

 

- بلدية اكجرت بولاية الحوض الغربي

 

- بلدية شووم بولاية ادرار

 

- بلدية جونابة بولاية لبراكنة

 

بالإضافة إلى 18 عمد مساعد و6 نواب في البرلمان بغرفتيه

 

وفي الاستحقاقات الرئاسية 2007 والتي رشح لها الحزب رئيسه صالح ولد محمدو ولد حننا حل الحزب بالمرتبة الخامسة من بين 19 مرشحا للرئاسيات ،

 

يعد النجاح الباهر الذي حققه حاتم وعدم تخندق رئيسه وراء إملاءات السلطة وكذا كونه لا يكترث بالإغراءات المادية، كان ذلك أكبر دافع لمخابرات النظام للعمل ضد الرجل والسعي الى تفكيك الحزب عبر إستدراج قادة من فرسان التغيير كانوا يشكلون لبنة بالحزب ، وزرع الخلافات بينهم ظنا أن ذلك سيشكل نهاية مسيرة حاتم ولكن هيهات فبالرغم من أن المخابرات استطاعت إغراء جل قادة الفرسان ، إلا ان الحزب بقى صامدا كالهرم شامخ الرأس كالصقر ،ومما اربك أجهزة المخابرات هو تزايد شعبية حاتم وتشبث مناضليه بالرئيس صالح على مر اكثر من عقد و أمام كل العراقيل السياسية والمادية ...الخ ،

 

حينما سئل الرجل عن الإنشقاقات من داخل حزب حاتم؟ قال بكل ثقة حاتم هو مشروع وطني موريتاني يبنى بسواعد الحاتميين الأحرار وعن شخصي فسأناضل وأناضل وأن بقيت لوحدي ، هنا تقين النظام ان الرجل صادق في مسعاه.

 

لقد مثلت مواقف حاتم السياسية وانتشار صداها داخليا وخارجيا ضربة قوية للنظام للكشف عن زيف شعاراته البراقة التي لا تلامس واقع المواطنين البسطاء لا من قريب او بعيد (رئيس الفقراء – محاربة الفساد).

 

من هنا وفي الأخير أقول للنظام القائم حاليا ومختلف أصحاب القرار ب السلطة ان حزب حاتم هو قلعة من قلاع النضال ومدرسة من التضحيات كان ينبغي على الرئيس محمد ولد عبد العزيز أن يكافئ الرجل لا أن يتجاهله وهو الذي يعي جيدا أنه لولا صالح ما وصل هو إلى كرسي الرئاسة ، ولكن عقدة الأنا وحب الظهور هي التي دفعت به إلى محاولة تجاوز الرجل ومحاربته ، وهو اسلوب عصبي ينم عن دكتاتورية الرجل الخفية.

 

بقلم الشيخ ولد احمد زايد

 

رئيس لجنة الشؤون السياسية والإنتخابات بالحزب