لا شك أن موريتانيا والمغرب يجمع شعبيها كثير من الجوامع؛ على رأسها الدين بل
المذهب-بشكل أدق- والجوار والميول الثقافي وكثير من العادات الاجتماعية؛
إن لعبة السياسة لعينة ورموزها انتفاعيون؛ القوي منهم يبحث دوما عن اسباب
البقاء وزيادة النفوذ وتأمين واستمرار التحكم، والضعيف منهم يبحث عن منافذ
الظهور وصيد الفرص من الفراغ وركوب الأمواج حتى على اليابسة!؛ من باب خالف
تُعرف وكن شاذا تُشتهر؛ سواء بالأفكار الغريبة أو بالأسلوب الركيك أو
بالتصريحات الممجوجة؛ وفي هذا تتنزل تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال
المغربي-عفوا-على الأصح: -الخائن الخاص لخربة *الاستغفال المغرر به*..
إن على الطيف السياسي أن يظهر موقفه من هذه الإساءة والبذاءة دون خجل أو ترردد
فالوطن يسع الجميع وبه يحتمي الكل وعلينا الذود عنه وإظهار المواقف التي تدعم
انتماءنا له.. ولا يليق بسياسيينا أن تذوب مواقفهم أو تختفي نكاية أو شتيمة!!
إن مما لا شك فيه أن أحلام اليقظة التي أبحر من يمَِها صاحبنا هذا؛ أعيت أسياد
أسلافه وأولياء نعمته، وهم الأشد منه قوة وأكثر بطشا، وأقدر على ليِّ أعناق
الذين خاطبهم بخطابه وأشركهم معه في ظلمة غفلته السياسية، وهم الذين يدركون أن
الذين تحكّموا في رقابهم ورقاب آبائهم-منذ وجودهم- هم الذين عجزوا؛ عبر الزمن؛
رغم عديد المحاولات وعنادها عن اقتطاع شبر من أرض موريتانيا وهم الذين عجزوا
عن وطء أرضها غير كونهم تبعية تُملى عليهم الشروط وتطبق عليهم القوانين
والنظم..هذا هو الحال عبر الزمن أيام كانت موريتانيا ضعيفة وجيشها هش وشعبها
نائم في سبات الوهن وبيات الخوار؛ يوم كانت المنشآت معدومة والوزن العالمي لا
يتجاوز الريشة، أوَ ليس حريٌ بأحبابنا في الشمال؛ من تكدر الهواء عندنا نتانة
أفواه سفهائهم وهي تتضوع خبثا وكرها وشتيمة دون أن يأخذوا عليها و دون أن
يسجنوا ألسنة هؤلاء؛ أن يأخذوا عليهم قبل أن يورِدوهم موارد التهلكة؟!.
إن موريتانيا الضعف والهوان قد ولىّ عهدها إلى غير رجعة؛ حيث أصبحت-واحبابنا
في الشمال يدركون ذلك جيدا- دولة ذات جيش قوي مجهز تمام التجهيز؛ قادر على صد
كل عدوان كما أنه قادر على المبادرة بالهجوم، وأن موريتانيا التي يخطو قطار
نموها بثبات نحو التقدم والازدهار مهما كان التسارع ومهما كانت سعة القطار،
كيف فات هؤلاء أن موريتانيا قادت الدبلوماسية الإفريقية بنجاح وهي الآن تقود
الدبلوماسية العربية في تألق ظاهر ونجاح باهر و متواصل.
إن على هؤلاء أنْ يفهموا أنَّ موريتانيا اليوم شيء مختلف تماما عن ذلك الكائن
الصغير ضامر العضلات الذي استعصى على أسيادهم أيام عزهم أن يجعلوه تحت مظلتهم
التي تلاشى ظلها وتكاثرت ثقوبها.
إننا اليوم نتمتع بسيادة تامة ونتحكم في قراراتنا ونستعين في ذلك بعد عون الله
تعالى بالنمو المطرد والتقدم الثابت نحو الأمام ونزيد قوة وسيادة بقوة وعزم
قيادتنا التي لا تلين أمام جحافل الآخرين الذين تتبخر أحلامهم التوسعية في
اليقظة أمام يقظة وحنكة وحزم وعزم القيادة الوطنية التي أودع فيها بارئ العباد
الشجاعة والقيادية ورفض التبعية والركوع و الخضوع للمخلوق، ولسان الحال يردد:
-العز في كنف العزيز ومن عبد العبيد أذله الله.