كان بوسعي –لولا الضرورة- أن لا أهدر وقتا في التعليق على ترهات المخبولين الثلاثة الذين ظهروا في برنامج (خواري) على القناة الأولى المغربية يهاجمون موريتانيا الناهضة و الجزائر الثائرة....
ما كان لي أن أضيع حبرا في التعليق على هؤلاء، لولا أني تذكرت بيت الشاعر: ولولا الضرورة ما جئتكم وعند الضرورة يؤتى الكنيف
هؤلاء المغاربة ليسوا محللين بالمرة، بل لعلهم متحللون قاموا -في لحظة سكر و جنون- يصبون جام غضبهم و سخطهم الدفين على موريتانيا الأبية ،أرض المنارة و الرباط، أرض شنقيط المعطاء التي أنجبت يوسف بن تاشفين كما أنجبت زعماء المرابطين و قادتهم الأفذاذ الذين دانت لهم المغرب و خضعت ..
لقد فات هؤلاء – والقلم عنهم مرفوع- أن علاقات الجزائر و موريتانيا علاقات قوية و متينة و قديمة ، ولن تؤثر فيها أو تزحزحها تصريحات خرقاء تصدر من هنا أو هناك..تصدر من أستاذ مغمور يرفض أغلب طلبته إشرافه على بحوثهم أو حتى المشاركة في لجان النقاش...
منار السليمي الذي تطاول علينا بوقاحة غير مسبوقة هو شخص يحاول عن طريق هذا البرنامج المشبوه الموجه من قبل المخابرات المغربية أن يقدم رسالة بائسة رفض الشرفاء من المغرب حملها...يحاول تمرير خطاب الحقد و الكراهية و الحسد ضد موريتانيا الناهضة ببنيتها التحتية الشامخة المتطورة ..موريتانيا القوية بجيشها و أمنها..موريتانيا القائدة الرائدة التي تزعمت ديبلوماسيتها الحكيمة المجموعة الإفريقية و المجموعة العربية..موريتانيا التي يشكل موقفها العادل من قضية الصحراء الغربية غصة في حلق المغرب و أطماعه التوسعية، و شوكة في مقلته..موريتانيا التي قضت نهائيا على جيوب الإرهاب و التطرف في الصحراء الكبرى ، و ساهمت في إرساء الاستقرار في دولة مالي المجاورة بحكمة و روية و ذكاء.. تتعزز قوتها و تنمو اليوم بترسانة المواثيق و البروتوكولات التي وقعت عليها مع الجزائر الشقيقة، إذ يشكل تحالف الدولتين الأمني و الاستيراتيجي و الاقتصادي و الثقافي أقوى ضربة لطموح المغرب و سياستها العوجاء في شبه المنطقة..بل لعل ما تمخضت عنه أعمال اللجنة المشتركة الموريتانية الجزائرية الكبرى مؤخرا كان بمثابة القشة التي قصمت بعير المغرب، و حركت فئران ثقافة الحقائب من جحورها لتروم النيل من طود العسل الشامخ ...لكن هيهات و هيهات ..فذاك الطود الشامخ محاط بالسموم التي ستفتك بكل الفئران البرية التي تحاول الاقتراب منه!!
حثالة لا يكادون يفقهون قولا...إنهم – ثلاثتهم- يتكلمون بدارجية مغربية ركيكة ، و ليس في وسعهم التكلم بالفصحى التي يبدو أنهم لم يتعلموها أصلا، و إن كانوا قد درسوها فإن بلادتهم و غباءهم الفطري و جهلهم المركب حال دون تضلعهم فيها ...فهم بهذه اللغة المنحطة يثيرون الشفقة !!
ليكن في علمك يا جاهل أن مطار أم التونسي الدولي يعد حسب شهادات الخبراء من أرقى مطارات شبه المنطقة، و لن تغير كذبتك الفاضحة من صورته الجميلة!
موريتانيا عبارة عن مدارس و كتاتيب و محاضر علمية متنورة تنشر العلم و الفضل في ربوع افريقيا و العالم، الأمر الذي عجزت عنه المغرب طوال عقود بل قرون من الزمن..
موريتانيا هي من قضى على الإرهاب ..هي من استأصل شأفة الإرهابيين العتاة البغاة ...موريتانيا هي من ساهم في حل النزاعات و نزع فتيل الحروب بحكمة قائد و تصميم حكومة و إرادة شعب..
و عبثا تحاول المغرب عن طريق بارونات مخزنها و أبواق مخابراتها الصدئة تعكير جو الانفتاح و جو التفاهم و جو العلاقات القوية الراسخة بيننا و جزائر الثورة، جزائر القوة ، جزائر النخوة و الشهامة العربية الأصيلة المتأصلة..
أن تحالف موريتانيا مع الجزائر يا ضعيف العقل!! و يا قصير النظر !! هو تحالف القوة و القدرة .. و قد أعماك حقدك الدفين، عن رؤيته. كما غطى على بصيرتك العمياء أصلا طمعك و جشعك و نهمك في الحصول على فتات دريهمات تحصل عليها من المخزن، أو الحلم بالتعيين في مناصب لا تؤهلك لها كفاءاتك و خبراتك..
ستظل موريتانيا شامخة مرفوعة الرأس رغم ما يحاك ضدها من مؤامرات و دسائس..
و ستبقى الجزائر قوية ناهضة بجيشها و اقتصادها رغم ما يحاك ضدها من مؤامرات و دسائس...
و ستظل أطماع المغرب في النيل من هذه القوة و هذا التحالف المتين بين موريتانيا و الجزائر ..ستظل هذه الأطماع الخبيثة تدور و تدور ضمن دائرة ضيقة محيطها حسد دفين، و مساحتها حقد مكين ، و شعاعها ندم حزين.. ولن تصل مبتغاها أبدا، و ستظل حالها كحال تميم في قول الشاعر:
تميــــم بطُرْق اللؤمٍ أهدَى من القَطَا ولو سَلكتْ سُبْلَ المَكارم ضَلَّت
ولـــــو أنّ بُرْغوثا علــى ظهر قَملة رأتْه تمــــــيمٌ يوم زحْفٍ لولّت
ولو أن عُصفوراً يمُد جنـــــــــــاحَه لقامــــت تميمٌ تحتَه واستظلّتِ
القافلة تمضي، و الكلاب تنبح!!
بقلم: عالي ولد المختار ولد اكريكد