هذا هو الرأي الذي ترجح عندي بخصوص توبة المسيء

الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد سيد العرب والعجم، المبعوث لسائر الأمم، وعلى آله وصحبه حق قدره ومقداره العظيم.
أما بعد فإن من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أحمد حبيب الله المهدي الذي شارك في برنامج تلفزيوني حول موضوع الإساءة في حق الجناب النبوي الشريف.

 

وقد قلت في ذلك البرنامج بقبول توبة المسيء بغض النظر عن ذكر من قال بها من الأحناف والشافعية، خلافا لفقهاء المالكية.
لكني رأيت أن الناس لا يعدلون برأي المالكية غيره، فقررت أن أنحاز إليهم وأترك الرأي الآخر في هذه المسألة، لأن المسلمين يأبونه ولا يقبلونه، وإيباء المسلمين – من وجهة نظري – إلهام يصدقه قضاء الله وتوفيق يؤكده قدره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الإمامة :
“يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر” بمعنى أن الله تعالى يلهم المؤمنين ما يرضاه، ويكون معهم بقدره وقضاه.
وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس، رضي الله عنه قال:
مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت.
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما وجبت ؟
قال هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض.
وبناء على ذلك فإنه ليس بوسعي إلا أن أفتي بمقتضى ما أفتى به النبي صلى الله عليه وسلم، لأقول للمسلمين – الذين يرفضون توبة المسيء في الدنيا، ويحكمون عليه بالنار في الآخرة -: وجبت، وجبت، وجبت، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض.
والسلام عليكم ورحمة الله.