مقابلة.. أردوغان يبعث برسائل عديدة في أول مقابلة له مع التلفزيون الإسرائيلي

قال المحلل السياسي والأكاديمي التركي سمير صالحة، إن مضمون الحوار في المقابلة التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتلفزيون الإسرائيلي، توجيه رسائل واضحة للحكومة الإسرائيلية بضرورة تغيير سياساتها ومواقفها في التعامل مع الملف الفلسطيني.
 

وأوضح د. سمير صالحة، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، أن الحوار حمل رسائل ليس للسلطات فحسب، بل للداخل أيضا وبخاصة القيادات الاجتماعية والمؤسسات الفاعلة، بضرورة الضغط باتجاه محاولة إعادة قراءة مسار التطورات بطريقة جديدة. وتابع "السياسة الإسرائيلية في التعامل مع الملف الفلسطيني، كانت أحد أهم أسباب التوتر والتباعد في العلاقات بين إسرائيل وتركيا، والمساعي التركية الآن في هذا الاتجاه فرصة لمحاولة إحياء العديد من الجهود التركية المبذولة، سواء بشكل معلن أو غير معلن، بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، باتجاه مشاريع أو تحركات وساطة بين الطرفين". وأضاف صالحة أن هناك حاجة الآن للضغط على الجانب الإسرائيلي سياسيا وحكوميا باتجاه تغيير مواقفه الأخيرة، والتي شهدت تصاعدا للانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، كما أن هناك جهودا تبذل من قبل لاعبين إقليميين باتجاه إسرائيل، وتركيا تأخذ بعين الاعتبار مصالحها في سياسات من هذا النوع، تفرض عليها توجيه مثل هذه الرسائل لإسرائيل. وذكر صالحة أن سياسة القطيعة مع إسرائيل لم تصب في صالح القضية الفلسطينية، وربما تسهم محاولة إحياء مسار العلاقات والمصالحة بين البلدين، في خدمة جهود الحلحلة المبذولة. وأوضح صالحة أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في تحسن، وتم تبادل سفراء، وخطوات أكثر من شأنها تحقيق التقارب التركي الإسرائيلي مجددا على الأرض. وعن تطرق حديث أردوغان لملف الاعتداء على أسطول الحرية، قال صالحة إن الرئيس التركي كان دائما له موقف مختلف عن المواقف الحكومية التركية، فمن خلال متابعتنا لمواقفه السابقة في أكثر من لقاء مع قيادات إسرائيلية كان دائما يصعد بلا تردد في توجيه الانتقادات، لكن تركيا كدولة ومؤسسات رسمية اختارت منحى التقارب والانفتاح مع إسرائيل مجددا. ونفى صالحة وجود علاقة بين تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية والمحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، مشيرا إلى أن إسرائيل كانت واحدة من عدة دول وقفت بجانب أنقرة وأعلنت تضامنها معها، مضيفا أن التقارب بين البلدين سوف يخدم مسار العلاقات الثنائية، وأيضا سيخدم مسار العلاقات ببعده الإقليمي. وأجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقابلة صحفية عرضها التلفزيون الإسرائيلي، في أول حديث له مع وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ 13 عامًا، بالتزامن مع تصعيد سلطات الاحتلال خروقاتها بحق الفلسطينيين، وإصدار قرار مثير للجدل يمنع المساجد من رفع الأذان على مكبرات الصوت.