لا يفتأ النائب البرلماني القاسم ولد بلالي كل ما سنحت له فرصة أن يعرج علي قضية الصحراء الغربية بتصريحات متناقضة في مضمونها و متفقة في هدفها الرئيسي و هو مغازلة أصوت الناخبين من أصل صحراوي المتواجدين في نواذيبوا بغض النظر عن ما يمكن آن تسببه هذه التصريحات من إحراج للموقف الرسمي من القضية للظرفين موريتانيا و البوليساريو .
فقد طالب النائب القاسم ولد بلالي أولا موريتانيا بالحياد في قضية الصحراء الغربية وهو الموقف الرسمي المعروف لكنه عاد فجأة و طالب بفتح سفارة للصحراء في تخلي واضح عن موقف الحياد المعروف
ثم ما لبث إن طالب بإرسال وفد رسمي للمشاركة في مؤتمر البوليساريو !! رغم ان البوليساريو لم تقدم دعوة رسمية للحكومة احتراما للتوازنات الإقليمية !!! ثم هدد الموريتانيين بسلاح البوليساريو داخل إحدى مؤسساتهم الموقرة !!
لكن الغريب إن البوليساريو نفسها قدمت عشرات الدعوات للموريتانيين شخصيات و هيئات و أحزاب و برلمانيين و لم تدعو القاسم ولد بلالي !! في استنكار دبلوماسي واضح لتدخلات القاسم الفوضوية
بالتالي انا هنا اتساءل هل يليق ببرلماني يمثل جزء من الشعب الموريتاني أن يقدم حرصه و حبه الجنوني لمنصب بلدية انواذيبو و مصلحته الانتخابية الضيقة علي مصلحة الوطن و المنطقة
و أن يطالب حتي بما لم تطالب به البوليزاريو نفسها لانه في ظل التفوق الاستراتيجي المغربي الحالي يبقي موقف موريتانيا الحيادي هو نقطة التوازن في هذا الصراع
و بدونه في الظروف الدولية الحالية ستتحول المنطقة لا قدر لله إلي مستنقع من الفوضى علي غرار ما يجري في الكثير من مناطق عالمنا العربي حاليا للأسف الشديد
بقلم/ جمال الطيب